وَقَوْلُهُ ﷺ: «للهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ المُؤْمِنِ التَّائِبِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
الشرح١ - رد على الجهمية، والمعتزلةِ: ووجهُ الرد قوله: «يَنْزِلُ»؛ فالنبي ﷺ أثبت النزول لله ﷿ وهو نزول يليق بجلال الله، خلافًا للجهمية والمعتزلة الذين نفَوْا هذه الصفة.
٢ - رد على الجبرية، من قوله: «مَنْ يَدْعُونِي ... مَنْ يَسْأَلُنِي ... مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي ...» ووجه الرد من هذا الحديث أنه جعل للعبد اختيارًا ومشيئة؛ وهم يقولون: إن العبد مجبور.
٣ - رد على الحلولية: حيث جاء في الحديث: «يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا» فدل ذلك على أن الله في العلو، وهذا رد عليهم؛ لأنهم يقولون: إنه حالٌّ في كل مكان.
قوله: «للهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ ...» هذا الحديث متفق عليه (^١)، وفيه إثباتُ صفة الفرح لله جل وعز، والكلام في هذه الصفة كالكلام في بقية الصفات؛ وهو إثباتها على ما يليق بجلاله وعظمته، وهي صفة فعلية؛ لأنها متعلقة بالمشيئة.
بمَ أَوَّلَ النُّفَاةُ صفة الفرح؟
(^١) أخرجه البخاري (٨/ ٦٨) رقم (٦٣٠٩)، ومسلم (٤/ ٢١٠٤) رقم (٢٧٤٧) من حديث أنس ﵁.